السبت، 24 يونيو 2017

أعمال الليلة واليوم الثلاثون (30) لشهر رمضان المبارك

 
أعمال الليلة واليوم الثلاثون:

كما من مفاتيح الجنان

اللّيلة الثلاثون


هِيَ لَيلَة كثيرة البركات وفيها أعمال :
الأول : الغسل .
الثاني : زيارة الحسين عليه‌السلام .
الثالث : قراءة سورة الأنعام والكهف ويس ومائةَ مرةٍ : أَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْهِ .

الرابع : أن يدعو بهذا الدُّعاء الَّذي رواه الكليني عَن الصادق عليه‌السلام : اللَّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فَيْهِ القُرْآنَ وَقَدْ تَصَرَّمَ ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ يا رَبِّ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ أَوْ يَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي بِهِ يَوْمَ أَلْقاكَ .

الخامس : أن يدعو بهذ الدعاء:
يا مُدَبِّرَ الاُمُورِ ، يا باعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ ، يا مُجْرِيَ البُحُورِ يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي (كَذا وَكَذا). وتسأل حاجتك.
السادس : أن يودع شَهر رَمَضان بدعوات الوداع التي رواها الكليني والصّدوق والمفيد والطوسي والسيّد ابن طاووس رضوان الله عليهم ، ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء الخامس والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة .
وَروى السيّد ابن طاووس عَن الصادق عليه‌السلام قالَ : مَن ودع شَهر رَمَضان في آخر لَيلَة مِنهُ وقالَ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلُهُ آخِرَ العَهْدِ مِن صِيامِي لِشَهْرِ رَمَضانَ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللّيْلَةِ إِلاّ وَقَدْ غَفَرْتَ لِي. غفر الله تعالى له قَبلَ أن يصبح ورزقه الإنابة إِليهِ .

وَروى السيّد والشَيخ الصّدوق عن جابر بن عبد الله الأنصاري قالَ : دخلت عَلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة مِن شَهر رَمَضان فلما بصر بي قالَ لي يا جابر هذه آخر جمعة مِن شَهر رَمَضان فودعه وَقُلْ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلُهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ صِيامِنا إِيّاهُ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِي مَرْحُوما وَلا تَجْعَلْنِي مَحْرُوماً ، فإنه مَن قالَ ذلِكَ ظفر بأحدى الحسنيين إمّا ببلوغ شَهر رَمَضان مَن قابل ، وإمّا بغفران الله ورحمته.
 
وَروى السيّد ابن طاووس والكفعمي عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : مَن صلى آخر لَيلَة مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات يقرأ في كُل ركعة فاتحة الكتاب مرةٍ واحدة وقُلْ هُوَ الله أحد عَشر مرات ويَقول في ركوعه وسجوده عَشر مرات : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ. ويتشهد في كُل ركعتين ثم يسلم فإذا فرغ مِن آخر عَشر ركعات وسلم استغفر الله ألف مرةٍ يقول : أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فإذا فرغ مِن الاستغفار سجد ويَقول في سجوده : يا حَي يا قَيُّومُ ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالآخرَةِ وَرَحِيمَهُما ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا ألهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، إِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ، وَتَقَبَّلْ مِنّا صَلاتَنا وَصِيامَنا وَقِيامَنا.
قالَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والَّذي بعثني بالحق نبّيا إنَّ جبرائيل أخبرني عَن إسرافيل عَن ربّه تبارك وتَعالى أنّه لا يرفَعُ رأسه من السجود حتى يغفر الله لَهُ ويتقبّل مِنهُ شَهر رَمَضان ويتجاوز عَن ذنوبِهِ (الخبر) .
وقَد رويت هذه الصلاة في لَيلَة عيد الفطر أيضاً ولكن في تِلكَ الرواية أنّه يُستَحب بالتسبيحات الأَرْبع في الركوع والسجود. وورد في دعاء السجود بَعد الصلاة عوض : إِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إلى آخر الدُّعاء : إِغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاتِي وَقِيامِي .
-------------

روى السيّد لليوم الآخير مِن الشّهر دعاءً أوّله : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
ويختم القرآن غالبا في هذا اليوم فينبغي أن يدعي عِندَ الختم بالدعاء الثاني والأَرْبعين مِن الصحيفة الكاملة ، ولمن شاء أن يدعو بهذا الدُّعاء والوجيز الَّذي رواه الشَيخ عَن أمير المؤمنين صَلواتُ الله عَليهِ : اللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي ، وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي ، وَنَوّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي ، وَاطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ما أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ.

ويدعو أيضاً بهذا الدُّعاء المروي عَن أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْباتَ المُخْبِتِينَ ، وَإِخْلاصَ المُوقِنِينَ ، وَمُرافَقَةَ الاَبْرارِ ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الاِيْمانِ ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجاةَ مِنَ النّار.
 --------------------
أدعية وداع شهر رمضان المبارك منقولة من كتاب (مختارات شهر رمضان المبارك):

]1 [عن الصادق عليه السلام فيْ وداعِ شهرِ رمضانْ: ) اَللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَقَوْلُكَ حَقٌّ: (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) وَهَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ إِنْ كَانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقَايِسَنِي بِهِ أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هَذِهِ اللّيلة أَوْ يَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ إلاَّ وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا أوّلهَا وَآخِرِهَا مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْهَا وَمَا قَالَ لَكَ الْخَلاَئِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُوَثِّرُونَ ذِكْرَكَ وَشُّكْرِكَ الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلَى أَدَاءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْنَافِ النَّاطِقِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ بِكَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ عَلَى أَنَّكَ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ وَعَلَيْنَا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنَا مِنْ قَسْمِكَ وَإِحْسَانِكَ وَتَظَاهُرِ امْتِنَانِكَ فَبِذَلِكَ لَكَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْخَالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ الَّذِي لاَ يَنْفَدُ طُولَ الأَبَدِ جَلَّ ثَنَاؤُكَ أَعَنْتَنَا عَلَيْهِ حَتَّى قَضَيْنَا عَنَّا صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ مِنْ صَلاَةٍ وَمَا كَانَ مِنَّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ نُسُكٍ أَوْ ذِكْرٍ اَللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجَاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرَانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوَانِكَ حَتَّى تُظْفِرَنَا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ وَجَزِيلِ عَطَاءٍ مَوْهُوبٍ وَتُوَقِّيَنَا فِيهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مَرْهُوبٍ وَذَنْبٍ مَكْسُوبٍ.
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ وَجَمِيلِ ثَنَائِكَ وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَيْنَا مُنْذُ أَنْزَلْتَنَا إِلَى الدُّنيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي وَخَلاَصِ نَفْسِي وَقَضَاءِ حَاجَتي وَتُشَفِّيعِي فِي مَسَائِلِي وَتَمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي وَلِبَاسِ الْعَافِيَةِ لِي وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ حُزْتَ لَهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَهَا لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فِي أَعْظَمِ الأَجْرِ وَكَرَائِمِ الذُّخْرِ وَطُولِ الْعُمُرِ وَحُسْنِ الشُّكْرِ وَدَوَامِ الْيُسْرِ.
اَللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمَائِكَ وَجَلاَلِكَ وَقَدِيمِ إِحْسَانِكَ وَامْتِنَانِكَ أَنْ لاَ تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى تُبَلِّغَنَاهُ مِنْ قَابِلٍ عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ وَتُعَرِّفَنِي هِلاَلَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالْمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفَى عَافِيَتِكَ وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَأَجْزَلِ قَسْمِكَ يَا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرُهُ لاَ يَكُونُ هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّي وَدَاعَ فَنَاءٍ وَلاَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي الِلِّقَاءِ حَتَّى تُرِيَنِيهِ مِنْ قَابِلٍ فِي أَسْبَغِ النِّعَمِ وَأَفْضَلِ الرَّجَاءِ وَأَنَا لَكَ عَلَى أَحْسَنِ الْوَفَاءِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
اَللَّهُمَّ اسْمَعْ دُعَائِي وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكَانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ وَأَنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لاَ أَرْجُو نَجَاحاً وَلاَ مُصَافَاةً وَلاَ تَشْرِيفاً وَلاَ تَبْلِيغاً إلاَّ بِكَ وَمِنْكَ فَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَأَنَا مُعَافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ الْبَوَائِقِ. اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنَا عَلَى صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَقِيَامِهِ حَتَّى بَلَّغَنَا آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ( .
]2 [ومن وداعِ السّجّادِ عليه السلام لشهرِ رمضانَ: ) اَللَّهُمَّ يا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزاءِ وَيَا مَنْ لا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطاءِ وَيا مَنْ لا يُكافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّواءِ مِنَّتُكَ ابْتِداءٌ وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ وَعُقُوبَتُكَ عَدْلٌ وَقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ إِنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطاءَكَ بِمَنٍّ وَإِنْ مَنعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً تَشْكُرُ مَنْ شكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ وَتُكافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ وَتَسْتُرُ عَلى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ وَكِلاهُما أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضيحَةِ وَالْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفَعالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصاكَ بِالْحِلْمِ وَأَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ تَستَنْظِرُهُمْ بِأَناتِكَ إِلَى الإِنابَةِ وتَتْرُكُ مُعاجَلَتَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هالِكُهُمْ وَلا يَشْقى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلاّ عَنْ طُولِ الأْعْذارِ إِلَيْهِ وَبَعْدَ تَرادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ كَرَماً مِن عَفْوِكَ يا كَريمُ وَعائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يا حَليمُ. أَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً إِلى عَفْوِكَ وَسَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ وَجَعَلْتَ عَلى ذلِكَ الْبابِ دَليلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاّ يَضِلُّوا عَنْهُ فَقُلْتَ تَبارَكَ اسْمُكَ: (تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الأنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَالَّذين آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْديهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ). فَما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبابِ وَإِقامَةِ الدَّليلِ وَأَنْتَ الَّذي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلى نَفْسِكَ لِعِبادِكَ تُريدُ رِبْحَهُمْ في مُتاجَرَتِهمْ لَكَ وَفَوْزَهُمْ بِالْوِفادَةِ عَلَيْكَ وَالزِّيادَةِ مِنْكَ فَقُلْتَ تَبارَكَ اسْمُكَ وَتَعالَيْتَ: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها) وَقُلْت: (مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ في سَبيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ ماِئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) وَقُلْتَ: (مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثيرَةً). وَما أَنْزَلْتَ مِن نَظائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضاعِيفِ الْحَسَناتِ. وَأَنْتَ الَّذي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَتَرْغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُمْ عَلى ما لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصارُهُمْ وَلَمْ تَعِهِ أَسْماعُهُمْ وَلَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهامُهُمْ فَقُلْتَ: (اذْكُرُوني أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لي وَلا تَكْفُرُونِ) وَقُلْتَ: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَزيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ) وَقُلْتَ: (ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ). فَسَمَّيْتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وَتَرْكَهُ اسْتِكْباراً وَتَوَعَّدْتَ عَلى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ. فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ وَشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ وَدَعَوْكَ بِأَمْرِكَ وَتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزيدِكَ وَفيها كانَتْ نَجاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزُهُمْ بِرِضاكَ. وَلَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلى مِثْلِ الَّذي دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبادَكَ مِنْكَ كانَ مَحْمُوداً فَلَكَ الْحَمْدُ ما وُجِدَ في حَمْدِكَ مَذْهَبٌ وَما بَقِي لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ وَمَعْنىً يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ يا مَنْ تَحَمَّدَ إِلى عِبادِهِ بِالإحْسانِ وَالْفَضْلِ وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ ما أَفْشى فينا نِعْمَتَكَ وَأَسْبَغَ عَلَيْنا مِنَّتَكَ وَأَخَصَّنا بِبِرِّكَ هَدَيْتَنا لِدينِكَ الَّذي اصْطَفَيْتَ وَمِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ وَسَبيلِكَ الَّذي سَهَّلْتَ وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ وَالْوُصُولَ إِلى كَرامَتِكَ.
اَللَّهُمَّ وَأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفايا تِلْكَ الْوَظائِفِ وَخَصائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سائِرِ الشُّهُورِ وَتَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَميعِ الأْزْمِنَةِ وَالدُّهُورِ وَآثَرْتَهُ عَلى كُلِّ أَوْقاتِ السَّنَةِ بِما أَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّورِ وَضاعَفْتَ فيهِ مِنَ الإْيمانِ وَفَرَضْتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ وَرَغَّبْتَ فيهِ مِنَ الْقِيامِ وَأَجْلَلْتَ فيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر. ثُمَّ آثَرْتَنا بِهِ عَلى سائِرِ الأُمَمِ وَاصْطَفَيْتَنا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ فَصُمْنا بِأَمْرِكَ نَهارَهُ وَقُمْنا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وَقِيامِهِ لِما عَرَّضْتَنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَتَسَبَّبْنا إِلَيْهِ مِنْ مَثُوْبَتِكَ. وَأَنْتَ الْمَليءُ بِما رُغِبَ فيهِ إِلَيْكَ الْجَوادُ بِما سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ الْقَريبُ إِلى مَنْ حاوّل قُرْبَكَ. وَقَدْ أَقامَ فينا هذَا الشَّهْرُ مَقامَ حَمْدٍ وَصَحِبَنا صُحْبَةَ مَبْرُور وَأَرْبَحَنا أَفْضَلَ أَرْباحِ الْعالَمينَ ثُمَّ قَدْ فارَقَنا عِنْدَ تَمامِ وَقْتِهِ وَانْقِطاعِ مُدَّتِهِ وَوَفاءِ عَدَدِهِ فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وَداعَ مَنْ عَزَّ فِراقُهُ عَلَيْنا وَأَوْحَشَنَا انْصِرافهُ عَنّا وَلَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ الْمَحْفُوظُ وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّهُّ وَالْحَقُّ الْمَقْضِيُّ فَنَحْنُ قائِلُونَ:
السَّلامُ عَليْكَ يا شَهْرَ اللّهِ الأَكْبَرِ وَيا عيدَ أوّليائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الأَوْقاتِ وَيا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الأَيّامِ وَالسّاعاتِ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فيهِ الآمالُ وَنُشِرَتْ فيهِ الأَعْمالُ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ أَليفٍ آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجاوِرٍ رَقَّتْ فيهِ الْقُلُوبُ وَقَلَّتْ فيهِ الذُّنُوبُ السَّلامُ عَلَيْكَ مِن ناصِرٍ أَعانَ عَلَى الشَّيْطانِ وَصاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإْحْسانِ السَّلام عَلَيْكَ ما أَكْثَرَ عُتَقاءَ اللّهِ فيكَ وَما أَسْعَدَ مَنْ رَعى حُرْمَتَكَ بِكَ. السَّلام عَلَيْكَ ما كانَ أَمْحاكَ لِلذُّنُوبِ وَأَسْتَرَكَ لأَنْواعِ الْعُيُوبِ. السَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمينَ وَأَهْيَبَكَ في صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لا تُنافِسُهُ الأَيّامُ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامُ. السَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصاحَبَةِ وَلا ذَميمِ الْمُلابَسَةِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ كَما وَفَدْتَ عَلَيْنا بِالْبَرَكاتِ وَغَسَلْتَ عَنّا دَنَسَ الْخَطيئاتِ السَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً وَلا مَتْرُوكٍ صِيامُهُ سَأَماً السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ وَمَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا وَكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفيضَ بِكَ عَلَيْنا.  السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. السَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ أَحْرَصَنا بِالأَمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنا غَداً إِلَيْكَ.  السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى فَضْلِكَ الَّذي حُرِمْناهُ وَعَلى ماضٍ مِنْ بَرَكاتِكَ سُلِبْناهُ.  اَللَّهُمَّ إِنّا أَهْلُ هذَا الشَّهْرِ الَّذي شَرَّفْتَنا بِهِ وَوَفَّقْتَنا بِمَنِّكَ لَهُ حينَ جَهِلَ الأْشْقِياءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقائِهِمْ فَضْلَهُ وَأَنْتَ وَلِيُّ ما آثَرَنا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَهَدَيْتَنا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ وَقَدْ تَوَلَّيْنا بِتَوْفيقِكَ صِيامَهُ وَقِيامَهُ عَلى تَقْصيرٍ وَأَدَّيْنا فيهِ قَليلاً مِنْ كَثيرٍ.
اَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْراراً بِالإْساءةِ وَاعْتِرافاً بِالإْضاعَةِ وَلَكَ مِنْ قُلُوبِنا عَقْدُ النَّدَمِ وَمِنْ أَلْسِنَتِنا صِدْقُ الاْعْتِذارِ فَأْجُرْنا عَلى ما أصابَنا فيهِ مِنَ التَّفْريطِ أجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فيهِ وَنَعْتاضُ بِهِ مِنْ أَنْواعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ وَأَوْجِبْ لَنا عُذْرَكَ عَلى ما قَصَّرْنا فيهِ مِنْ حَقِّكَ وَابْلُغْ بِأَعْمارِنا ما بَيْنَ أَيْدينا مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ الْمُقْبِلِ فَإِذا بَلَّغْتَناهُ فَأَعِنّا عَلى تَناوّل ما أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبادَةِ وَأَدِّنا إِلَى الْقِيامِ بِما يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ وَأَجْرِ لَنا مِنْ صالِحِ الْعَمَلِ ما يَكونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ.
اَللَّهُمَّ وَما أَلْمَمْنا بِهِ في شَهْرِنا هذا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ أَوْ واقَعْنا فيهِ مِنْ ذَنْبٍ وَاكْتَسَبْنا فيهِ مِنْ خَطيئَةٍ عَلى تَعَمُّدٍ مِنّا أَوْ عَلى نِسْيانٍ ظَلَمْنا فيهِ أَنْفُسَنا أَوِ انْتَهَكْنا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتُرْنا بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنّا بِعَفْوِكَ وَلا تَنْصِبْنا فيهِ لأِعْيُنِ الشّامِتينَ وَلا تَبْسُطْ عَلَيْنا فيهِ أَلْسُنَ الطّاعِنينَ وَاسْتَعْمِلْنا بِما يَكُونُ حِطَّةً وَكَفّارَةً لِما أَنَكَرْتَ مِنّا فيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتي لا تَنْفَدُ وَفَضْلِكَ الَّذي لا يَنْقُصُ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْبُرْ مُصيبَتَنا بِشَهْرِنا وَبارِكْ لَنا في يَوْمِ عيدِنا وَفِطْرِنا وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنا أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ وَأَمْحاهُ لِذَنْبٍ وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِىَ مِنْ ذُنُوبِنا وَما عَلَنَ.
اَللَّهُمَّ اسْلَخْنا بِانْسِلاخِ هذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطايانا وَأَخْرِجْنا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنا وَاجْعَلْنا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ وَأَجْزَلِهِمْ قِسْماً فيهِ وَأَوْفَرِهِمْ حَظّاً مِنْهُ. اَللَّهُمَّ وَمَنْ رَعى حَقَّ هذَا الشَّهْرِ حَقَّ رِعايَتِهِ وَحَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِها وَقامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيامِها وَاتَّقى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقاتِها أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَة أَوْجَبَتْ رِضاكَ لَهُ وَعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ فَهَبْ لَنا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ وَأَعْطِنا أَضْعافَهُ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّ فَضْلَكَ لايَغيضُ وَإِنَّ خَزائِنَكَ لا تَنْقُصُ بَلْ تَفيضُ وَإِنَّ مَعادِنَ إِحْسانِكَ لاتَفْنى وَإِنَّ عَطاءَكَ لَلْعَطاءُ الْمُهَنّا.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْتُبْ لَنا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صامَهُ أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فيْهِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
اَللَّهُمَّ إِنّا نَتُوبُ إِلَيْكَ في يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ عيداً وَسُرُوراً وَلأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَمُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْناهُ أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْناهُ أَوْ خاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْناهُ تَوْبَةَ مَنْ لا يَنْطَوي عَلى رُجُوعٍ إِلى ذَنْبٍ وَلا يَعُودُ بَعْدَها في خَطيئَةٍ تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَالاْرْتِيابِ فَتَقَبَّلْها مِنّا وَارْضَ عَنّا وَثَبِّتْنا عَلَيْها.
اَللَّهُمَّ ارْزُقْنا خَوْفَ عِقابِ الْوَعيدِ وَشَوْقَ ثَوابِ الْمَوْعُودِ حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدْعُوكَ بِهِ وَكَأْبَةَ ما نَسْتَجيرُكَ مِنْهُ وَاجْعَلْنا عِنْدَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ وَقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُراجَعَةَ طاعَتِكَ يا أَعْدَلَ الْعادِلينَ.
اَللَّهُمَّ تَجاوَزْ عَنْ آبائِنا وَأُمَّهاتِنا وَأهْلِ دينِنا جَميعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَما صَلَّيْتَ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ وَأَفْضَل مِنْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ صَلاةً تَبْلُغُنا بَرَكَتُها وَيَنالُنا نَفْعُها وَيُسْتَجابُ لَها دُعاؤُنا إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ وَأَكْفى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ وَأَعْطى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.(

أعمال الليلة واليوم الثلاثون (30) لشهر رمضان المبارك
  • العنوان : أعمال الليلة واليوم الثلاثون (30) لشهر رمضان المبارك
  • بواسطة الناشر :
  • الوقت : 1:34 م
  • القسم:

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top